الاثنين، 30 سبتمبر 2013

من الواقع...سقط الجدار


 كان ذلك في شهر أفريل على ما أذكر من سنة 2010 حين أقمت بالمستشفى لعدة أياما وبالغرفة المقابلة هناك سيدة حالتها الصحية معقدة قليلا دخلت غرفتها أخرجت صورة لابنها ...هل رأيت كم هو وسيم ..قالت لي ...كان حقا وسيما ...أخبرتني بأن لها ثلاثة أبناء معوقين ...وهو أحدهم. كانت لي بنت قالت السيدة وهي الوحيدة من الأبناء التي ولدت سليمة وكانت ذكية جدا ومتفوقة في دراستها...كان وضعنا الاجتماعي سيء جدا قالت السيدة وكنت أذهب للمسؤولين وأخبر الجميع أن البيت سيقع ...في أحدى المرات أخذت جميع الابناء وبقيت أمام احدى المقرات الرسمية ...وحتما عادت للبيت في نفس اليوم... ذات يوم سقط أحد جدران البيت ...وقع على البنت ...فتوفيت... وربما لم يسأل أحدهم ...بأي ذنب قتلت... في الغرفة المجاورة لغرفتي بالمستشفى ...كانت هناك سيدة في عقدها الثالث...لم تكن تستطيع الكلام ولا الحراك ...وكل صباح تأت فتيات تقمن بتربصهن بالمستشفى فتعتنين بها. ذات صباح ...أخرجت البنات السيدة العاجزة وأجلسنها على كرسيها المتحرك... لم أنسى ما قالته يومها أم الابناء المعوقين والبنت الضحية...كانت لطيفة جدا وقالت حرفيا لو يسمحون لي بأخذ هذه السيدة لبيتي للاهتمام بها سافعل لي ثلاثة ابناء معوقين وساهتم بها معهم. سقطت يومها لغتي لفرط الذهول ...وكنت بعد لم استفق من صدمة فقدانها البنت الوحيدة... كم شعرت يومها بصغر حجم ذاتي أمام سيدة عظيمة رغم معاناتها الابناء والفقر والمرض... كانت بحجم كل نساء الدنيا ...وربما كان حجم وجعها ...بحجم الدنيا. ترى اليوم بعد ...شتاء ثورة تونس _العربي_هل حاسبنا مجرم على جرمه. وهل عوضنا لكثير من شعب تونس عن سنوات جمره وحرقته ...وهل وجدنا بلسما ...للجراح.
jednour


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق